هنأ فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية جميع أبناء الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، مؤكدا على الاستفادة من الدروس العظيمة لشهر رمضان الكريم في كافة مجالات الحياة خاصة في مجال مضاعفة العمل والعطاء والجهاد في ميادين الخير والتآزر والتكامل والوحدة آملين في الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى وقبوله لأعمالنا الصالحات وأن ينعم علينا بما وعدنا به من حسن الجزاء والعاقبة وأن يعيد أمثال هذه الأيام المباركة على جميع المسلمين بكل خير وأمان وسلام.
كما وجه التحية إلى جميع رجال مصر الشرفاء حماة مصر العزيزة عرفاناً وتقديراً لدورهم العظيم والمتميز في الحفاظ على النسيج الوطني وتحملهم أعظم المسئوليات في تلك الظروف والأحوال التي تعد مرحلة تاريخية مهمة وحساسة وفاصلة من تاريخ وطننا الحديث في مسيرة استعادة الوطن لعافيته ووحدته الداخلية لتعود مصر وبقوة للقيام بدورها العالمي المنشود في الإسهام الحضاري الإنساني .
وقال مفتي الجمهورية إن الفرحة بقدوم عيد الفطر المبارك إذ تتضاعف هذا العام لأنه يهل ولأول مرة علينا وقد أزلنا جميع حواجز الماضي الواهية فإنه يجب علينا جميعا اليوم أن نتعاون ونتكاتف من أجل تحمل مسئولياتنا كل في موقعه لبناء غد مشرق لوطننا الحبيب.
وطالب المفتي في كلمته بمناسبة عيد الفطر المبارك جموع المسلمين بتحويل الفرحة بالعيد إلى طاقة بناءة تدفعنا جميعا للمشاركة في تنمية مجتمعنا من خلال " العمل التطوعي " المنظم الذي يسهم إسهاماً حقيقياً في التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية وفي الحفاظ على الأمن الداخلي والحد من الجريمة والفقر والفساد ويعزز التكافل الاجتماعي ويوظف الطاقات البشرية والذي من خلاله يقاس التقدم والرقي الفكري والإداري والعملي للأمم التي تتبارى في تأسيسه ورعايته وإفساح المجال له ودعمه.
وأضاف المفتي أن العمل التطوعي يمثل سداً للحاجات وتخفيفا للمعاناة ومشاركة للهموم مشيرا إلى أنه ليس مقصوراً على الأحداث والنوازل والكوارث والطوارئ، بل يتعدد ويتجدد حسب الحاجات والمستجدات وأن التطوع أو البذل في سبيل الله من أجل رفعة الوطن يشمل وجوها متعددة منها بذل في المال أو في الجهد أو في الرأي أو في الفكر.
كما أكد فضيلة مفتي الجمهورية أن الفرحة الحقيقية التي يجب أن تتجسد في المعنى الكامل لعيد الفطر المبارك تتمثل في التوسع في أشكال البر والخيرات وصلة الأرحام وتقديم العون للمحتاجين وزرع الطمأنينة والسكينة والفرحة في كل مكان وفي قلب كل إنسان مسلم وغير مسلم حتى تنعم البشرية جمعاء بمظاهر ومشاعر السرور.
وأشار مفتي الجمهورية أن عيد الفطر المبارك فرصة أكيدة سانحة لتأكيد صلات الترابط والتراحم والتكامل والتعاون بين كافة أبناء الوطن الواحد قولا وعملاً وبذلا وسخاء ولتقديم كل وسائل العون والمساعدة لأصحاب الحاجة والعوز والوقوف معهم من أجل تجاوز معاناتهم ومحنهم بكل السبل والوسائل ليقتربوا بهم وبمشاعرهم من المعاني الإسلامية السامية للأعياد من التواصل والتراحم والمشاركة التي تبعث الأمل في الروح من جديد وتدعم الثقة بالنفس وبالآخرين والقدرة على مواصلة الحياة معا لمواجهة تحدياتها.
وأوضح أن مشاركة جميع طوائف الأمة في مظاهر الاحتفال وتقاسم الفرحة بالأعياد تعد أحد أهم السمات التي تميز مصر عن سائر بلدان العالم حتى اعتبرت بلد النسيج الواحد والبلد التي ستظل قادرة على ضرب المثل للعالم كله على وجود التواصل بين أبنائها جميعا، وأصبحت مثالا يحتذى به على مستوى العالم أجمع وأنه على مر التاريخ لم يذكر أنه حدث في مصر بتركيبتها من المسلمين والمسيحيين أن مرت بحرب أهلية أكلت الأخضر واليابس، وأن حب الله تعالى وحسن الجوار كانا حاكمين لهذا الشعب على مر العصور، الذي آمن بأن قيم التواصل والتقارب والوحدة تصحح المفاهيم وتذيب الثلوج.
ودعا المفتي في نهاية كلمته إلى أهمية استمرار جهود التواصل والتعارف بين المسلمين والثقافات والحضارات الأخرى لتحقيق القواسم المشتركة بينها لخدمة البشرية ونشر المبادئ الفاضلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بها عن طريق التواصل والتعرف على ما لدى الآخر لتحقيق النفع للبشرية جمعاء .
اقرأ أيضا: