[QUOTE=0][SIZE="5"][CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم


تتزاحم المسلسلات في رمضان وتبلغ ذروتها بعد المغرب أي بعد الإفطار
حيث يكون وقت التجمع العائلي عادةً
وكذلك وقت التراويح حيث يذهب الناس للصلاة رجالاً ونساءً بل و أحياناً أطفالاً

فتجد من يُفسد صومه من أجل بضعة مسلسلات تُعرض بعد المغرب
بعد أن كان يُمسك عن الطعام والشراب بل ويتحرّز من دخول قطرة ماء
في جوفه أو حتى استنشاق أبخرة الطعام أو العطور
!!!
يا للعجب
!!!
لا لم يتوقف تأثير هذه المسلسلات عند هذا الحد بل تجاوز إلى التكاسل لصلاة التراويح
فتجد من يُصلّيها بلا خشوع لأن قلبه لاهٍ بأحداث المسلسل
ومن يُصليها بسرعة حتى يستطيع اللحاق ببرامجه المفضلة
ومن لايتممّ مع الإمام التراويح بل ومن لا يُصلي التراويح ويكتفي بالفرض
وكل هذا يشمل النساء والرجال !!!

العجيب في المسألة أنك تجد أكثر البرامج المحبّبة والمشهورة من
كاميرات خفية ومقالب مع الممثلين والممثلات ومسلسلات ذاع
صيتُها بل لا يكاد أحد لم يسمع بها وتعددت أجزاؤها
تُعرض حصريّاً في رمضان ذلك الشهر الفضيل
إنها خطة مدبّرة من عملاء الشياطين المُصفّدة لتصرف الناس
عن غايتهم من هذا الشهر وهو المغفرة والعتق من النار
التي لا تكون إلا بالعبادة والإكثار من الطاعات والتنويع فيها
وليس الإكثار من المسلسلات وتنويع البرامج الفاسدة

*******************

الخُطط ضد هذا المُشاهد المسكين لم تتوقف عند هذا الحد بل امتد ليمسّ دينه وأهل الإسلام
من خلال عدة وسائل سأطرحها كأسئلة وأنت أجب عليها :
هل سمعت يوماً بالمسلسلات التاريخية التي تحكي وتُجسّد سيرة
أحد علماء الأمة الأفذاذ أو أحد أبطال الأمة أو خلفائهم ؟
هل سمعت بمسلسلات دينية عن نبي من الأنبياء أو صحابي من الصحابة الكرام ؟
هل سمعت بمسلسلات تحوي على أمور فيها استهزاء بالدين الإسلامي وأهله من الدعاة والمشايخ؟



المكان: إحدى استديوهات التصوير،الزمان: قبل رمضان بعدّة أشهر، ها هو الفنان (س) يستعد لوضع المكياج
الخاص لدوره ولبس الزيّ الخاص لشخصية الصحابيّ الجليل الذي سيؤدي دوره وهو قبل أشهر أو بضعة أيام
أو ربما قبل بضعة ساعات كان يتبادل الحديث والضحكات والمزاح مع إمرأة أجنبية متبرّجة
كجزء من دوره في مسلسل آخر (وما خُفي كان أعظم) المهم الآن يستعد الفنان لينتقل من الفسق
والفجور الذي كان عليه لجوّ الإيمان ، كيف لا وهو بعد قليل سيُمثّل دور صحابيّ !!!
يتعالى صوت المخرج منبّهاً لوقوف الممثلين صفّاً واحداً لأداء مشهد الصلاة
لكن ، ما هذا ؟ تعجّب المخرج مما رأى من ممثليه المشهورين الأكفّاء
المخرج: اقطع اقطع ، ما هذا يا (س) يجب أن تضع يدك اليُمنى على اليُسرى وليس العكس
الممثل (س) : لقد نسيت! (و أتبعهُ بضحِكاتٍ ساخرة)
المخرج: هيّا لنبدأ 1,2,3 ...اقطع اقطع اقققققططططع!! ....... لماذا تلتفتون يميناً ويساراً ؟ .. هذه صلاة
أحد الممثلين : إذاً أين تُريدنا أن ننظُر يا حضرة المخرج؟
المخرج وهو مستغرب: طبعاً إلى موضع السجود!
أخذ الممثلون يتبادلون النظرات التي تملؤها الحيرة من كلام المخرج، وبدأ المخرج بالعد
التنازلي لإعادة المشهد من جديد 2,3,........لاااا
أخذ المخرج يصرخ فيهم وهو يشتعل غضباً
المخرج:ما هذا ألم تُصلّوا في حياتكم ؟
أحد الممثلين: اهدأ اهدأ يا مخرجنا العزيز ... فنحن لم نقُم سوى ما طلبته منّا
المخرج وهو يكاد يُجنّ : أتقول أن نظركم لأقدامكم هو ما طلبتُه منكم حين قلت أنظروا إلى موضع سجودكم؟
بالله عليكم هل موضع السجووود هو أقدااااامكم هذه !!؟؟؟
الممثل (س) : أتُريد الصراحة، أصلاً أنا لا أعلم ماذا تعني بموضع السجود وعن نفسي فإني
لم أركع لله ولا مرة ، فبالله عليك أنت !!! كيف لي ولغيري من زملائي الممثلين أن نعرف
ما تقوله ..... رجاءً قم بواجبك كمخرج وعلّمنا كيف نُصلي حتى نظهر بصورة لائقة أمام الجمهور

!!!!!!! انتهى المشهد !!!!!!!!

*******************

هل يرضى أي مسلم عاقل غيور على دينه أن يُمثّل -أمثال هؤلاء -
أناساً شهدت لهم الأمة بالتقى والصلاح؟ .......... قطعاً لا
إذَنْ لماذا تستمر هذه المسلسلات بالظهور لنا كل سنة؟!!
ببساطة لأن الـ (لا) عند البعض قول لا يُصاحبه عمل .



( إن أردت إسقاط كبير القوم فابدأ بإسقاط صغارهم )
دخلوا على العوام من باب ترسيخ التاريخ الإسلامي وإبراز مجد الأمة الإسلامية من خلال
تجسيد أدوار أبطال الأمة ونقل ذلك الجوّ الإيماني ليعيشه المشاهدون (كما يزعمون)
فماذا حدث؟
بدؤوا مسيرتهم بالعهود البعيدة قليلاً عن عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فظهرت مسلسلات
لأحد كبار القادة الإسلامييّن كصلاح الدين الأيوبي كما صوّروا حياة بعض الخلفاء كهارون الرشيد
ثم جسّدوا دور بعض أفذاذ الأمة من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية...وصولاً إلى بعض الصحابة
كخالد بن الوليد رضي الله عنه، ولا ننسى جُرمهم بتمثيل دور نبيّ من الأنبياء ( يوسف عليه السلام)
والآن يُخطّطون لتمثيل دور الصحابة المقرّبين للرسول الكريم كعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهكذا وصولاً إلى
تجسيد الرسول صلوات الله عليه عبر أجسامهم الآثمة .

فليعلم من يؤيّد فكرة التمثيل هذا أن :
تشويه صورة الرسول عليه الصلاة والسلام من قبل الممثّل المُجسّد لدوره -عليه الصلاة والسلام-
لايقل - بل قد يزيد - عن تشويه صورته عليه الصلاة والسلام من قبل الرسام الدينماركي .
صحيح لم يقوموا - حتى الآن - بالإعلان عن مسلسل لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم لكن إن
سكتنا و وُجد متابعون ومأيّدون لجرائمهم فلن يكون سماعنا لذلك الخبر الأليم ببعيد !
لكن
نقول لوكلاء مردة الشياطين قوله تعالى: ( قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ) [SIZE="4"]الطور/31
وقوله تعالى: ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) [SIZE="4"]الشعراء/227[/SIZE]

وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين