ويقرر الدخول موظفي الحدود عند منطقة المصنع الحدودية. وبدورها أوقفت شعبة فلسطين للهجرة والجوازات التابعة لوزارة الداخلية السورية في منطقة عين كرش بدمشق منح تصاريح سفر إلى لبنان للاجئين الفلسطينيين السوريين وطالبت بموافقة مسبقة من الأمن العام اللبناني قبل منح التصريح، كما حصرت خروجهم إلى لبنان عن طريق المصنع الحدودي في دمشق و بجواز السفر وليس الهوية كما كان يحدث سابقا.
 
·        معاناة جديدة فمتى يأتي الربيع؟ 
لبنان ليس البلد الأول ولا الأخير الذي يحرم دخول فلسطينيي سوريا إلى أراضيه فقد سبقه بذلك العديد من الدول العربية والأقليمية والعالمية، وبينما شكل قرار مصر وتركيا على وجه الخصوص عدم استقبال الفلسطينيين السوريين بأي شكل عائقا أمام نزوحهم فأبقاهم لمجاعات النظام في المخيمات، يغلق اليوم الباب الأوسع لهروبهم كضحايا حرب ألا وهو لبنان، وفي الوقت الذي يشعر به المواطن السوري بعدم تسهيلات لجوئه ومعاناته على المعابر بات الفلسطيني يحسده على تمكنه من الدخول بعد كم الإذلال الذي بات غنيا عن التعريف، ليشعر المواطن الفلسطيني ابن الشتات بأن الربيع العربي الذي تفاعل معه في كل دولة على حدة لم يقدم له سوى قرارات جديدة أكثر إيذاءا مما سبق تتخذ بحقه إن كان من الدولة التي ولد هو وأبوه فيها أو من دول الجوار على حد سواء.
 
·        نحن بشر ولسنا كلاب!
"بدهم ياك تحسد الكلب اللي معو بسبور لأنهم بيحاولو يحسسوك إنو هو احسن منك وبيقطع الحدود بكل بساطة وأنت واقف ناطر منية ضابط الأمن اللبناني اللي ما بيترك فرصة لإذلاك ما بيستغلها" هكذا يبعبّر محمود عن علاقته مع القرار وهو الذي قرر الهرب من سوريا كي لا يخدم في جيش الأسد، ومع هذا القرار يحرم محمود من أي فرصة مغادرة فدولة الجوار السوري الوحيدة التي تسمح له أو التي كانت تسمح له بالدخول إليها هي لبنان والآن أغلقت، أم سمير تندب حظها حيث تركت عائلتها بالكامل وعادت لتجديد بعض الأوراق الثبوتية في دمشق ومع صدور القرار لم تعد قادرة على لقاء أسرتها لتصاب بنوع جديد من النزوح والتشتت.
 
لم يعد يذكر الفلسطيني السوري اليوم كم من القرارات الجائرة التي صدرت بحقه عبر رحلته الطويلة منذ أن أخرج من أرضه عام 1948 وليس ما يحزنه عددها، إنما المؤلم هو أنها لا تتوقف ولا يحمل المستقبل القريب بالنسبة لهم سوى المزيد من القرارات الجائرة في ظل تخاذل حكومي يواجهون به دائما وأبدا!.

توقيع ooao2007