في
الظلام الدامس . والهدوء يعم المكان . الكل غارق في نوم عميق . يبدأ ذلك
المخلوق المزود بمائة عين في رأسه ، و 84 سنا ، و 3 قلوب بالبحث عن طعامه
.. لالا، انه ليس فيلم رعب ولا هو مخلوق فضائي . انه عبارة عن حشرة صغيرة ،
تعرفها جيدا ، وهي البعوضة .
.
.
.
.
.
.

تملك البعوضة جهازا لا تملكه احدث الطائرات ، فهي لا ترى الأشياء بشكلها ولا بلونها ولا بحجمها .


تراها بحرارتها فقط ، وهذا الجهاز يسمى جهاز استقبال حراري حساسيته واحد
على ألف من الدرجة المئوية ، فهي في وسط الظلام تتجه إلى إصبعك مباشرة وتقف
عليه ، ثم تبدأ باستعمال جهازها الثاني وهو جهاز التخدير ، لتخدر المكان
الذي وقفت عليه كي لاتشعر بها وتقتلها .


والان جاء دور
الجهاز الثالث ، وهو جهاز فحص الدم ، فهناك دم لايناسبها فتأخذ عينة من دمك
وتفحصها ، فإذا كانت النتائج مرضية تستعمل جهاز الرابع ، وهو جهاز تمييع
الدم ، لان الدم للزج لا يمر في خرطومها الدقيق الذي يحتوي على ( 6 )
سكاكين صغيرة جدا ، تصنع بوساطتها جرحا تصل عبره إلى اقرب وعاء دموي .


وعندما تنتهي من المهمة تجمع أسلحتها وتحزم حقائبها ، وتنطلق محلقة
بجناحيها الذي ترف بهما ( 4000 ) رفة في الثانية الواحدة ، وإذا أرادت
الوقوف على سطح أملس تستعمل محاجم موجودة في أطرافها ومبنية على الضغط ،
أما إذا كان السطح خشنا فتستعمل مخالبها . تلك البعوضة التي لا تأخذ لها
بالا ،

ودائما تنعتها بأنها مخلوق ضعف ، وتستطيع بحركة صغير من
إصبعك أن تطرحها أرضا جهزها الله سبحانه بكل هذه الأجهزة الدقيقة لتفكر
أكثر في عظمته فسبحان الله الذي وضع سره في اضعف خلقه .

وهذا مصداق لقوله تعالى: (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها...)
فسبحان الله العظيم...سبحان الله العظيم...سبحان الله العظيم-