عدد المساهمات : 526نقاطك في المنتدى : 690التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 23/02/2012
موضوع: آراء: تخريب الشخصية العراقية.. الجمعة مارس 30, 2012 5:31 am
آراء: تخريب الشخصية العراقية..
سلام حربه هناك كلام شائع في زمن ما قبل التغيير في عام 2003 وما بعده ولغاية الان بان ما يحصل من اخفاقات في الحياة السياسية والاجتماعية في العراق سببها المواطن العراقي
فهذا المواطن لا يريد التغيير،ساكن ويحب العيش في الماضي ولذا نعت بنعوت لا تتناسب مع طبيعة العراقي الديناميكية المتطورة واصيب الكثير من المثقفين والسياسيين المتنورين بخيبات الامل والقنوط من هذه التوصيفات للشخصية العراقية،وترسخت القناعات عند البعض بان الحال لا يمكن ان يصلح في هذا البلد مادام الانسان فيه غير فاعل ولا يهوى الحرية والتحضر وقام البعض من المثقفين ومن النخب الاجتماعية والعلمية المهمة بالهجرة من العراق وتفضيل العيش في البلدان الاخرى التي تهنىء بالاستقرار والتطور والمواطنة الصالحة.. ربما لا تجافي بعض هذه التوصيفات الحقيقة،فالمواطن اي مواطن في هذا العالم هو نتاج الواقع السياسي والاجتماعي الذي يعيش فيه فحين يكون الواقع سليما يكون الفرد فاعلا ومغيرا الحاضر نحو مستقبل افضل،واذا كان الواقع مشوها انتج فردا ناقصا يعاني من الفصام والارتباك ويدخل مع كل الظواهر العلمية المتطورة بخصومة وتقاطع كونها غريبة عليه ولا تنسجم مع ثوابته وقناعاته اليقينية البالية. لم يعش العراقي ومنذ منتصف القرن الماضي حياة مستقرة تمضي الى امام بثبات وعلم فهو في كل الاحوال اما هدف للقتل والاقصاء او اداة بيد السلطة السياسية في ضرب الاخرين وسحقهم وفي كلتا الحالتين خسائره لا تعد ولا تحصى من شخصيته وكينونته وقواه النفسية والعقلية،والقائمون عليه من السياسيين ومنذ زمن بعيد يعرفون جيدا ان من الخطأ الكبير ان يسمح للعراقي بالتقاط انفاسه فهو وبسرعة كبيرة يعمل على اعادة ترتيب قواه ويلملم شظاياه النفسية المتناثرة ليبدو وبزمن قياسي انسانا لا غبار عليه قادرا على اللحاق بالاخرين والتنافس معهم.. ان السياسيين على شاكلة صدام حسين يعرفون كيف يجعلون من هذا المواطن عجينة ينحتونها كيفما يشاؤون، فمن التجهيل الى التجويع الى الترهيب والعيش بقلق دائم والابقاء متيقظا على مدى الاربع والعشرين ساعة حتى انهم ابتكروا له حروبا لم تخطر حتى في عقول المجانين فمن حرب الثماني سنوات مع ايران الى احتلال الكويت في رمشة عين وخارج الحسابات وعقارب الزمن،والعراقي لم يفق بعد ولم ينظف بندقيته من دخان الخطيئة ولم يطهر داخله من صدى الاطلاقات وانين ضحاياها حتى استمر فيلم الرعب بلا نهاية وليعيش العراقي بين جدران الفاقة والحصار فلا يجد امامه الا ان يضحي بسقف داره كي يسكت جوع اطفاله وليضع عينه بعين الله في حياة لم يخترها ليتلاقفه رعب الاحتلال واسلحته التي لا ترحم ليصحو بعدها ويرى بان الارض التي يقف عليها ليست بالارض التي عرفها.. ارض جرداء مقفرة مهمشة لا شيء فيها يتكئ عليه، لا ماء ولا كهرباء لا خدمات لا صناعة ولا زراعة واللصوص تناخوا فيما بينهم على سرقة المال العام، انسان مشلول عاجز لا حول له ولا قوة ووجها لوجه مع قوى سياسية ظهرت فجأة في ميدان السياسة.. وبعضها يقتفي العديد من من خطى العهد السابق واساليب ترويضه.. تفاءل العراقي، رغم ذلك، بالخير فمهما يكن فشكل الحياة قد تغير ولم يعد هناك صوت واحد بل تعددت الاصوات حتى كاد ان يصاب بالصمم من فرط الفوضى والضجيج، لم يلتقط العراقي الانفاس بل تلاقفته قوى الارهاب قتلا وذبحا وتشريدا وابتدأ باخفاء حتى اسمه فهو مهدد من قبل الطائفيين بالموت والذين استحضروا له كل بدع وخرافات وثقافة الماضي..لم يتعلم العراقي طيلة عمره ان يصنع اشياءه الخاصة ولم يأكل مما تزرعه يداه فكل شيء يأتيه جاهزا من دول اتفقت على ان يكون العراق سوقا لها.. الحياة في العراق مشلولة وسادت الامية بين افراده حيث هناك خمسة ملايين امي حسب احصائية الدولة والبطالة في المعامل والدوائر المتخمة بالفائضين عن الحاجة وتكدست الارصفة بطوابير من حاملي الشهادات العليا الذين لا يلتفت احد اليهم فلا بنى اقتصادية واجتماعية قد شيدت طيلة هذه السنين ولا مؤسسات علمية وصناعية تستوعب هذه الطاقات الواعدة فتراجع الوعي اكثر وسقط في فخاخ الجهل والتخلف والعبثية التي نصبها المتربصون به من تجار المراحل القلة.. ان فئات كثيرة من المثقفين قد جلست في ابراج نرجسية و (استنكفت) من التعامل مع هذا الكائن الجديد (الذي لا يستجيب الى التغيير) في وقت كان هذا المواطن في حاجة ماسة لها كي تاخذ بيده وتضعه على جادة والصواب فتركوه وحيدا اعزل وهو ما زال حتى الان لا يعرف ماذا يجري حوله وقد اختلطت عليه الاصوات والمفارقات والصور..انه يطمح الى الانعتاق والحرية واللحاق بركب الشعوب ولكن الطريق امامه ما زال غائما واليد المريبة التي امسكته اخذته الى متاهة لا يعرف لها مخرجا.. اذن من المسؤول عما حصل للمواطن هل هي تركيبة المواطن الهلامية السائلة ام بعض السياسيين الانتهازيين ام المثقف المتعالي والواقف خارج الحلبة بانتظار ان يُمنح له كاس الانتصار على سكوته وحياديته..؟ اسئلة تحتاج الى اجوبة سريعة..
منجي البشرية فارس خبير
عدد المساهمات : 5684نقاطك في المنتدى : 6563التقييم : 4
تاريخ التسجيل : 14/02/2012
موضوع: رد: آراء: تخريب الشخصية العراقية.. السبت مارس 31, 2012 12:12 am
جزاك الله كل خير
agiliedi فارس خبير
عدد المساهمات : 4542نقاطك في المنتدى : 5465التقييم : 5
تاريخ التسجيل : 28/01/2012
موضوع: رد: آراء: تخريب الشخصية العراقية.. السبت مارس 31, 2012 1:13 am
شكرا و بارك الله فيك أخي الحبيب
المحترف الذهبي فـــارس متوســط الخبرة
عدد المساهمات : 526نقاطك في المنتدى : 690التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 23/02/2012
موضوع: رد: آراء: تخريب الشخصية العراقية.. السبت مارس 31, 2012 2:49 pm
الرئيسية 
الإثنين مارس 16, 2015 1:32 pm
.gif "صاحب الموقع")
